التحليل الموضوعي
تحليل الوثائق

مقدمة:

أن التقدم الهائل والمتسارع في صناعة المعلومات ونشرها وتزايدها ، صنع مشكلات كبيرة وعوائق في استرجاع تلك المعلومات، مما أوجب وجود أدوات تساهم في التحكم و ضبط تلك المصادر لتسهيل عملية استرجاعها و الإفادة منها والتعريف بها وبالموضوعات المتصلة بها.

ويعد التحليل الموضوعي تمثيل موضوعي يمكن من الوصول الى مصادر المعلومات وفق أسس ومنهجية وخطوات تمكن من تخزين محتوى المصادر و استرجاعها بالشكل السليم وبأسرع وقت ممكن، إلا ان التحديد الخاطئ للمفاهيم الخاصة بالمصدر عن طريق التحليل الموضوع قد يؤدي الى عملية عكسية تصعب من عملية الوصول الى المصدر و استرجاعه بالشكل الصحيح.

مفهوم التحليل الموضوعي:

تعرف (بامفلح ، 2006) التحليل الموضوعي أو تحليل المحتوى أو تحليل المضمون بأنها مصطلحات ذات مدلول واحد حيث هي العملية الدقيقة التي يتم فيها فحص الوثيقة للتعرف الى المفاهيم التي تحتوي عليها، واستيعابها بصورة تجعل من المكشف يقوم باختيار الواصفات التي تعبر عنها تلك المفاهيم بوضوح يؤدي الى الوصول للوثائق بسهولة ودقة.

كما عرفه (عبدالهادي، 2009) بأنه عملية من عمليات تنظيم المعلومات تهتم بالمحتوى الفكري أو الموضوعي لمصادر المعلومات.

بينما اشارت (التكروري، 2005) بأن التحليل الموضوعي وتحليل المضمون بنفس الاسم حيث يتم فيه التعرف على محتوى الوثيقة، ولتحقيق التحليل الفعال للمضمون يحتاج معد الكشاف للإلمام بالمحتوى الموضوعي للوثيقة والمعرفة الكافية باحتياجات المستفيدين من النظام.

ويتضح لنا مما سبق بأن التحليل الموضوعي يأتي بأكثر من مصطلح يصف مفهومه مثل تحليل المحتوى او تحليل المضمون، وهو أحد عمليات تنظيم المعلومات التي تهتم بالمحتوى، من حيث تكوين العلاقات بين المفاهيم المتشابهة التي تؤدي ترتبط فكرياً بنفس المضمون وذلك من خلال كلمات أو واصفات تصف ذلك المحتوى للوصول إليه بأسرع وقت ممكن وبدقة عالية.

أهمية التحليل الموضوعي:

تبرز أهمية التحليل الموضوعي في الأساليب الابتكارية للوصول الى مصادر المعلومات من خلال الية واضحة، تحدد مفهوم تلك الوثيقة وتسهل الوصول اليها، وتقلل الوقت والجهد سواء للجهة المقدمة لمصادر المعلومات او المستفيد من تلك المعلومات.

أنشطة التحليل الموضوعي:

أورد (عبد الهادي، مصدر سابق) بأن عملية التحليل الموضوع تشمل ثلاثة أنشطة رئيسية وهي كالتالي:

  1. إجراء تحليل مفاهيمي عن ما يدور حول المصدر أي بصيغة أخرى والمواضيع والمفاهيم التي يحتويها المصدر.
  2. تحويل المفاهيم إلى بيان مكتوب وقائمة بأهم المفاهيم والمواضيع التي يحتوي عليها المصدر.
  3. لتعيين المصطلحات أو رموز التصنيف في استرجاع المعلومات يتم استخدام البيان المكتوب.

وهذا يعني بأن عملية التحليل الموضوعي تمر بعدة مراحل قبل أن يتم اصدار رمز تصنيف خاص بها وهو أن يتم النظر في محتوى الوثيقة والتعرف على مضمون تلك الوثيقة وموضوعها الأساس وبعد ذلك تتم تحويل تلك المفاهيم الى كلمات ذات دلالات معينة لمحتوى تلك الوثيقة ومن ثم يتم التعبير عنها برموز خاصة تصف تلك الوثيقة لتسهيل عملية الوصول اليها.

خطوات التحليل الموضوعي:

يحدد ( الزهيري وعبد الواحد، 2015) بأن التحليل الموضوعي يرتكز على ثلاث خطوات رئيسية كالتالي:

  1. تحليل المضمون الفكري وتحديد المحتوى الموضوعي للوثيقة.
  2. أن هناك أساليب مختلفة للتحليل الموضوع تؤدي الى نفس الهدف والغاية وإن اختلفت الطريقة مثل: التصنيف ورؤوس الموضوعات و المكانز والتكشيف والاستخلاص، الا ان الأكثر شيوعاً هما التصنيف ورؤوس الموضوعات.
  3. الترجمة: وهي التعبير برمز قد يكون رقم أو حرف أو مزيج بين الحرف والرقم باستخدام أحد الخطط للتصنيف لترجمة المفاهيم والمواضيع التي تعالجها الوثيقة والتعبير عنها بألفاظ وكلمات مطابقة لتلك المفاهيم.

وقد حدد أن عملية التحليل الموضوعي تشمل التكشيف والفهرسة الموضوعية والاستخلاص، وبأن هناك علاقة وثيقة بين التكشيف والفهرسة الموضوعية والهدف منها هو التحليل الموضوعي لأوعية الموضوعات المختلفة.

مشاركة القارئ والمؤلف والاختصاصي في تنظيم المعلومات:

أشار اليه (عبد الهادي، 2013) بأن عملية تنظيم المعلومات تمر بمراحل ثلاثة واسماها بموجات تنظيم المعلومات وهي كالتالي:

  • الموجة الأولى : اختصاصي المكتبات والمعلومات يختار ويصيغ رؤوس الموضوعات والواصفات.

تعود هذه الموجة الى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ومن خلالها يختار المفهرس رأس الموضوع من بين عدة بدائل – عدة مواضيع محددة – ولا يختار من رأس القسم الذي يشمل ذلك الموضوع، بناء على قواعد محددة وقائمة معينة لرؤوس الموضوعات. وايضاَ يمكن خلاله أن يختار رأس موضوع حسب اختيار الباحث للعنوان، كما يمكن أن يحدد رأس الموضوع الذي يعتقد الاختصاصي بأنه متداول وشائع ومستخدم بين مجتمع القراء.

  • المؤلف يعرض كلماته.

بدأت هذه الموجة في أوائل النصف الثاني من القرن العشرين واعتمدت على استخدام كلمات مصدر المعلومات أو بمعنى آخر كلمات المؤلف كمداخل في الفهارس او الكشافات او قواعد البيانات.

  • القارئ يشارك بالكلمات أو الفئات.

وبدأت هذه الموجة في أوائل القرن الواحد والعشرين وهو مدخل اجتماعي لامركزي لخلق الميتاداتا للمصادر الالكترونية، ويعرف ايضاَ بالتوسيم الاجتماعي أو التكشيف، ويقوم فيه جمهور موزع من القراء او المستفيدين بتطبيق الواصفات او التيجان باللغة الطبيعية لأنواع متعددة من المصادر المعتمدة على الويب لأغراض التنظيم والاسترجاع للمعلومات، ويقع ضمن نظام الفهرس أو على موقع ويب يدعم التكنولوجيات التفاعلية للويب 2.0. حيث يتيح التوسيم للمستفيدين الافراد تجميع المصادر المتشابهة معاً باستخدام مصطلحاتهم ومفرداتهم الخاصة سواء بقيود أو بدون قيود.

واختصاراً لما سبق فان عمليات التنظيم قد مرت بثلاث مراحل أولها بالفهارس التقليدية والفهارس المتاحة على الخط المباشر وقواعد البيانات الببليوجرافية ثم تلتها المرحلة الثانية من خلال استخدام المصطلحات في الكشافات وقواعد بيانات خاصة بالنصوص الكاملة، وآخرها عملية توسيم مصادر المعلومات بالمصادر الالكترونية والتي سنتاولها لاحقاً بشكل أوسع ويمكن تمثيل ذلك بالجدول التالي:

العناصرالمصطلحات المقيدةكلمات المصادرالتوسيم (الفوكسونومي)
النشأةالربع الأخير من القرن التاسع عشرالنصف الثاني من القرن العشرينبدايات القرن 21
القائم بالعملالاختصاصي المهنيالمؤلفالقارئ
طبيعة العملضبط كامل للمصطلحاتلا ضبط للمصطلحات غالباًلا ضبط للمصطلحات
أدوات العملالمكانز، قوائم رؤوس موضوعات ، انطولوجياقوائم وقف او اعتبار، برمجيات ، أدوات ربطلا أدوات
الموادمواد تقليديةالمواد غير الكتب ( نصوص فقط )مواد الويب
الناتجفهارس، قواعد بيانات ببليوجرافيةكشافات، قواعد بيانات النصوص الكاملةتلحق بالمواد أو في سحب تيجان
دورة العملالادخال ، الاخراجالادخال ، الاخراجالاخراج
مسمى المصطلحرؤوس الموضوعات ، الواصفاتالكلمات الدالة أو المفتاحيةالواسمات او التيجان
جدول مقارنة أنظمة التحليل الموضوعي (عبدالهادي،2013)

أدوات التحليل الموضوعي:

لقد مر التحليل الموضوعي كما ذكر سابقاً، بعدة مراحل على مر الزمن وهناك أدوات قديمة يمكن أن نوردها في الصفحات التالية متمثلة في المكانز و قوائم رؤوس الموضوعات وخطط التصنيف، وأدوات حديثة للتحليل الموضوعي يمكن وصفها بأنها مناسبة لما وصلت اليه مصادر المعلومات حالياً من أوعية مختلفة المضمون والشكل، وتمثل في الأدوات التالية: التوسيم – الفوكسونومي – التاكسونومي – الانطولوجي.

الأدوات القديمة للتحليل الموضوعي:

  • المكانز :

بداية يجب أن نوضح أن المكنز هو أحد أشكال المعاجم اللغوية المعبرة عن المعنى ومصطلحها الأجنبي Thesaurus وهو كلمة يونانية الأصل تأتي بمعنى مستودع أو خزانة وبدأ استخدامها منذ عام 1736 م. (محمد، 2014).

ويعرف المكنز بأنه أداة لضبط المصطلحات الطبيعية وتحويلها الى لغة النظام، وأما من ناحية بنائها فهي مفردات مقيدة وديناميكية لمصطلحات متصلة ببعضها البعض دلالياً وجنسياً لتغطي أحد فروع المعرفة. (أحمد، 1991) .

أهداف المكنز:

يرى (عثمان، 2010) بأن المكنز يجب أن يحقق مزايا لغات التكشيف المقيدة أو معظمها على أقل تقدير، ويحدد الأهداف في النقاط التالية:

  1. رسم خريطة المجال المعرفي في موضوع الاهتمام، تبين كيف ترتبط المفاهيم ببعضها البعض؛ مما يسهل من الإحاطة ببنية المجال.
  2. تقنين مصطلحات، يضمن استخدام المكشفين لها باطراد في نظام استرجاع المعلومات.
  3. توفير الإحالات التي تضمن استعمال مصطلح واحد فقط من بين المترادفات الأخرى للمفهوم الواحد.
  4. إتاحة دليل استرشادي للمستفيدين من النظام حتى يختاروا المصطلحات المناسبة لموضوع البحث؛ مما يعني ضرورة الإحالات وأهميتها، وحتى تكون المصطلحات التي يختارها الباحث في توافق أو تطابق مع المصطلحات التي أختارها المكشف.
  5. العثور على الموضوعات والمفاهيم الجديدة في سياق علاقتها بالموضوعات والمفاهيم القائمة على نحو ذي دلالة ومغزى للمستفيدين من النظام.
  6. العلاقات الهرمية المصنفة للمصطلحات، تساعد في توسعة مجال البحث أو تضييقه حتى يتناسب طردياً مع احتياجات الباحث.
  7. توفير وسيلة لتوحيد المصطلحات المستعملة أو تقنينها في مجال موضوع معين؛ فهو يعد وسيلة لتعديل استراتيجية الباحث من أجل استدعاء في مستوى عالِ ودقيق.
  8. قوائم رؤوس الموضوع :

يعرفها (عثمان ، مرجع سابق) بأنها قائمة تدرج فيها المصطلحات تحت تسميات مقننة ومرتبة وفق ترتيب هجائي مع بيان العلاقات المختلفة بينها عن طريق الاحالات.

علاقة رؤوس الموضوعات بالتحليل الموضوعي:

يشير ( الزهيري، مرجع سابق) بأن التحليل الموضوعي هو اختيار الواصفات او المصطلحات التي تعبر عن المحتوى الموضوعي للوثيقة، وهي من الأساليب المهمة في التحليل الموضوعي نظراً لأنها تعالج المعرفة البشرية بطريقة تجزئها الى فئات أصغر نسبياً ثم تعطي لها الفاظ محددة وترتبها ترتيباً هجائياً ينتج عنها قائمة برؤوس الموضوعات، وبالتالي فأن لا يتم التحليل الموضوع الا من خلال اختيار الواصفات او المصطلحات من قوائم رؤوس الموضوعات المقننة والمرتبة هجائياً.

خطط التصنيف :

أولاً يجب أن نعرف التصنيف كما ذكره (الأخرس، 1981 : 10) بأنه ” مجموعة من الجداول التي تحوي الالفاظ الدالة على الموضوعات من أصول وفروع والدلالة عليها برموز، ويدل الرمز الواحد على موضوع ما محدد من موضوعات المعرفة “.

ومن أشهر أنظمة التصنيف المعروفة التالي:

  • تصنيف ديوي العشري:

وقد أنشأ هذا التصنيف ميلفل ديوي عام 1876 م ، حيث قسم في المعرفة البشرية الى عشرة أصول رئيسية تبدأ بالمعارف العامة ( 000 – 099 ) وتنتهي بالتاريخ والجغرافيا والتراجم ( 900 – 999).

  • تصنيف مكتبة الكونجرس:

تأسست مكتبة الكونجرس عام 1800 م، وقد ساهم الدكتور هربرت بتنام عام 1900 بمساعدة موظفي المكتبة على تصنيف مقتنياتها وكانت قد تجاوزت مليوني وعاء، وقد صدر هذا النظام في (28) مجلد منذ 1901 – 1973. ( الأخرس، مرجع سابق).

  • التصنيف العشري العالمي:

قد بني هذا التصنيف اساساً على تصنيف ديوي العشري، وقد اتفق على هذا التصنيف في المؤتمر العالمي للببليوغرافيين الذي عقد في بروكسل عام 1895، وكان من اهم اهداف هذا التصنيف اعداد خطة تصنيف لاستخدامها في تكشيف الإنتاج الفكري العالمي واعداد ببليوغرافية تجميعية عالمية. ( المناع، 1976)

الأدوات الحديثة للتحليل الموضوعي:

نظراً لتعدد وتنوع مصادر المعلومات ولغاتها و أشكالها، فقد أصبح من الصعب ان يتم استرجاعها بالطريقة التقليدية الممثلة في المكانز ورؤوس الموضوعات وخطط التصنيف، بالتالي اصبح هناك حاجة لأدوات جديدة يتم من خلالها استرجاع المعلومات بشكل سريع وبدقة عالية ومن هنا ظهرت الأدوات الجديدة للتحليل الموضوعي ومنها: ( الزهيري، مرجع سابق)

  • التوسيم Tagging
  • الفوكسونومي Folksonomy
  • التاكسونومي Taxonomy
  • الأنطولوجي Ontology

أولاً: التوسيم – Tagging:

يعرف (عبد الهادي ، 2010، 242 ) التوسيم بأنه: ” مأتى شعبي للوصف الموضوعي وهو عبارة عن جمهور موزع من المستفيدين يستخدم الكلمات المفتاحية لأنواع متعددة من المصادر المتعددة على الويب لأغراض التنظيم والاسترجاع التشاركي للمعلومات وهذا النشاط يقع ضمن نظام مثل الفهرس أو على موقع ويب لدعم التكنولوجيات التفاعلية للويب “.

أنواع التوسيم:

حددت الباحثتان (طرشي وقموح ، 2019) أنواع التوسيم بنوعين وهما:

  • توسيم الجمهور: ويسمح فيه للزائر حرية اختيار الكلمات الدلالية ويسمح بإضافة وإدارة سمات المحتوى الخاص لزائري الموقع.
  • توسيم الناشر: أن ناشر أو منشئ المحتوى الرقمي هم فقط من يضع الواسمات او الكلمات الدلالية ولا يسمح لغيره من المستفيدين بإضافتها وإنشائها .

مميزات التوسيم:

يحدد ( الزهيري، 2016) مميزات وعيوب التوسيم بالتالي:

  • المساعدة في تصنيف مصادر المعلومات من قبل المستفيد وحصر المصادر المتشابهة باستخدام المصطلحات المستخدمة من قبل المستفيد.
  • تسهيل عملية الوصول الى مصادر المعلومات بأسرع وقت وأقل مجهود.
  • وضع مصادر المعلومات ضمن تمثيل منطقي يوضح العلاقات بين الموضوعات.

عيوب التوسيم:

  • الوصف الحر من قبل المستفيد ، وهذا يعني ان المستخدم قد يضيف كلمات غير مرتبطة بالمحتوى مما يساهم في تضليل الباحث عن المصدر الحقيقي.
  • لا يوجد قيود لغوية أو تدقيق لغوي مما يساهم في توسيع الأخطاء اللغوية.

الفوكسونومي – Folksonomy :

يشير (محمد، 2010) بأن مصطلح الفوكسونومي مصطلح جديد ظهر من تطبيقات الجيل الثاني للويب، وهو عبارة عن اتحاد في الشكل والمضمون بين كلمة ( folks ) و (Taxonomy) حيث تعني كلمة folks البشر أو الناس ويقصد بـ taxonomy علم التصنيف.

مميزات وعيوب الفوكسونومي:

يحدد (محمد، 2010) مزايا وعيوب الفوكسونومي في التالي:

مميزات الفوكسونومي :

  • الشمولية: من أهم خصائص التصنيف الحر الشمولية، حيث يعكس المفردات المستخدمة من جانب المستفيدين.
  • الملاءمة والاتساع: ويمكن من خلال التصنيف الحر ان يتسع للمظاهر الجديدة في مجال معين أو موضوع معين.
  • اتاحة الفرصة للقارئ ايضاَ أن يحدد كلمات دلالية لوثيقة ما.
  • عدم وجود قائمة مصطلحات او كلمات دالة يعتمد عليها التصنيف الحر.

عيوب الفوكسونومي :

  • نقص الدقة : نقص الضبط والاحكام في التصنيف الحر يسمح لمستخدمي الموقع بتحديد او وضع كلمات قد تصعب من الوصول للوثيقة مثل جمع أو إفراد كلمة ما.
  • عدم توفر دليل للاستخدام او ملاحظات توضيحية.
  • انتاج عدد كبير من الكلمات المعبرة عن الوثيقة الواحدة، فالبعض غاية في التخصيص والبعض غاية في العمومية.

التاكسونومي – Taxonomy :

الجدير بالذكر بأن التاكسونومي Taxonomy كلمة يونانية الأصل، وهي عبارة عن دمج بين مصطلحين (Taxis) بمعنى التنظيم وكلمة (Nomos) بمعنى علم أو قانون، وهذا ما يوحي الينا بمعنى المصطلح علم التنظيم او قوانين التنظيم.

ويمكن تعريف التاكسونومي كما عرفه ( عاطف، 2006) بأنه ” مجموعة من المفاهيم مرتبة على هيئة شجرة مقلوبة جذعها لأعلى وأوراقها لأسفل أي أنها مجموعة من المفاهيم مرتبطة مع بعض بصورة هرمية “.

استخدامات التاكسونومي في تطبيقات الويب:

تشير (الهيف، 2018) بأن التاكسونومي يسهم في جعل بنية المواقع الالكترونية اكثر تفاعلية وذلك من خلال التالي:

  • يستخدم التاكسونومي في قطاع المعلومات لتصنيف المصادر المتاحة عبر الويب.
  • يستخدم التاكسونومي لتصنيف أو عمل فئات: التنظيم، التصفح ، الإبحار لأي نوع من المحتوى في بيئات شبكية وذلك في مواقع الويب والبوابات.
  • المساعدة في التصفح فالفئات بها ترتب في هرميات ومن ثم يمكن الإبحار لأعلى أو لأسفل للمستوى الملائم.
  • المساعدة في البحث.
  • المساعدة في التنقية والاختيار.

مميزات وعيوب التاكسونومي:

يحدد (محمد، 2019) مزايا وعيوب التاكسونومي في التالي:

مميزات التاكسونومي :

  • تحسين عملية البحث.
  • تحسين عملية إدارة المصادر
  • الاتساق مع المصطلحات.
  • التوافقية في المصطلحات الوصف والاسترجاع.
  • تحسين عملية الوصول للمعلومات.

عيوب التاكسونومي:

لعل ابرز عيوب التاكسونومي التي ذكرها (محمد، 2019) هو التدخل البشري في بنائه وما يترتب على ذلك من انحياز قد يفتقد للموضوعية، الا انه أشار الى انها قد تكون ميزة إذا استخدمت بشكل جيد، ويشير ايضاَ الى عيب آخر يتمثل في عملية حداثة المعلومات كون التحديث يعتمد على البشر وهي ما تجعل التحديث نقطة من نقاط ضعف التاكسونومي.

الأنطولوجي Ontology :

تعرف الانطولوجيا في بأنها نمذجة تسعى إلى التمثيل المفاهيمي للمجالات والقطاعات المعرفية، وما تمثله من معرفة فرعية وما بداخلها من كيانات وعلاقات تربط هذه الكيانات. (النشرتي، 2012).

أهداف بناء الأنطولوجيا: (طرشي وقموح، مرجع سابق).

  1. تحديد هوية مواقع الويب وتخصصاتها ومحتوياتها وفق خرائط مفاهيمية وضبط وصياغة العلاقات بين الكيانات الرقمية والمصطلحات المعبرة عنها.
  2. تمكين الحاسبات الآلية المترابطة من فهم المعاني البشرية للألفاظ والكلمات.
  3. دعم معايير التعامل الآلي للأنظمة والتطبيقات الذكية، التي تمكن من البحث والاسترجاع في العديد من الأنظمة المختلفة في العتاد والبرامج.
  4. تعد الانطولوجيا وجه حديث للمكانز ترتكز عليه من حيث للهيكلة والتنظيم وتؤدي وظيفته في بيئة الويب الدلالي .

خاتمة:

مما سبق عرضه فأنه يتضح تطور نظم التصنيف بشكل كبير مع احتياجات العصر الحالي، وتطور نظم المعلومات وتقنياتها، واحتياج اكبر الى ضبط المصطلحات لتصبح عملية استرجاع المعلومات اكثر فاعلية ودقة وسهولة، وقد ساهمت نظم المعلومات بشكل أو باخر بأحداث تغيرات في نظم التصنيف وتطورها. ويعد التحليل الموضوعي أحد أهم الأدوات المستخدمة سابقاً و التي تطورت وأصبح استخدامها في البيئة الرقمية أكثر تأثيراً. والجدير بالذكر أن عملية التحليل الموضوعي أصبحت تدار من خلال جهات أخرى لا تعتمد على القائم بالتصنيف كالأخصائي مثلاً بل أن المستفيد قد يساهم بشكل أو بآخر في عملية التحليل الموضوعي لمحتوى مصادر المعلومات من خلال الواصفات، وتسهيل عملية الوصول لمصدر المعلومات.

المراجع:

  • أحمد، أحمد طه. (1991). نحو بناء مكانز عربية: المشاكل والحلول. الندوة العربية الأولى للمعلومات – التكشيف والتصنيف في مراكز المعلومات العربية: الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، تونس: الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ومركز الدراسات والبحوث العثمانية والموريسكية والتوثيق والمعلومات، 59 – 68.
  • الأخرس، محمود. (1981). التصنيف وأنظمته. المجلة العربية للمعلومات: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مج 2, ع 2 ، 40 – 77.
  • بامفلح، فاتن سعيد (2006). أساسيات نظم استرجاع المعلومات الإلكترونية. الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية.
  • التكروري، سناء (2005). استرجاع المعلومات بين النظرية والتطبيق. عمان، الأردن : دار الصفاء للنشر والتوزيع.
  • الزهيري ، طلال ناظم، و عبدالواحد، آمال عبدالرحمن. (2015). قوائم رؤوس الموضوعات كأداة من أدوات التحليل الموضوعي. حولية المنتدى للدراسات الإنسانية: المنتدي الوطني لأبحاث الفكر والثقافة، ع23 ، 329 – 348.
  • الزهيري، طلال ناظم. عبدالواحد، أمال عبدالرحمن (2016). التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات الرقمية – أدواته وأهميته في الاسترجاع. العراق: مجلة آداب البصرة، ع76.
  • طرشي، حياة، و قموح، ناجية. (2019). أدوات الفهرسة الموضوعية في بيئة الويب الدلالي بين التقليد والابتكار. مجلة العلوم الانسانية: جامعة محمد خيضر بسكرة، س19, ع2 ، 191 – 213
  • عبد الهادي، محمد فتحي (2010). الفهارس العربية المتاحة على الخط المباشر والمعايير البيبليوغرافية القياسية، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية. مج16، ع2.
  • عبدالهادي، محمد فتحي (2009). الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي للمعلومات وموقف قطاع المعلومات منها. الدار البيضاء: المؤتمر العشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم).
  • عبدالهادي، محمد فتحي. (2013). الميتاداتا ومستقبل تنظيم المعلومات: مدخل جديد. المؤتمر التاسع عشر: مستقبل المهنة : كسر الحواجز التقليدية لمهنة المكتبات والمعلومات والتحول نحو مستقبل البيئة المهنية الرقمية: جمعية المكتبات المتخصصة – فرع الخليج العربي، أبو ظبي: معية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي، 285 – 306.
  • عبيد، عاطف. (2006). دور التاكسونومي في تعزيز عمل محركات البحث على الانترنت. مؤتمر استخدام تقنيات رفع أداء محركات البحث في دعم المواقع العربية وورشة عمل أسرار التسويق الإلكتروني في استخدام محركات البحث: المنظمة العربية للتنمية الإدارية، شرم الشيخ: المنظمة العربية للتنمية الإدارية، 1 – 22.
  • عثمان، حسب الرسول علي الفكي، و آدم، عز الدين الطيب. (2010). دور المكانز في تكشيف المعلومات واسترجاعها: دراسة تطبيقية لإعداد مكنز في القانون الدولي عربي – إنجليزي (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة النيلين، الخرطوم.
  • محمد، رباح فوزي. (2010). الفوكسونومي أو التصنيف الحر: دراسة استطلاعية. مجلة بحوث في علم المكتبات والمعلومات: جامعة القاهرة – كلية الآداب – مركز بحوث نظم وخدمات المعلومات، ع4 ، 259 – 290.
  • محمد، هاني.(2014). الكشافات والمستخلصات وعلاقتها بالمكانز والببليوجرافيات. مصر : دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع.
  • المناع، فاخر عبدالرزاق. (1976). تصنيف ديوي العشري و مقارنته بالتصنيف العشري العالمي: أوجه الشبه و الاختلاف. رسالة المكتبة: جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية، مج11, ع4 ، 24
  • الهيف، عالية مذكر (2018) التاكسونومي ودوره في تنظيم المعلومات في البيئة الرقمية دراسة تطبيقية في موقع جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن . المجلة العراقية لتكنولوجيا المعلومات، العراق، مج8 ، ع4.

اشارة مرجعية لمقال آخر يتحدث عن التحليل الموضوعي:

مقال للدكتور عادل السلمي تحدث فيه عن التحليل الموضوعي

من محمد خبراني

باحث دكتوراه في ادارة المعرفة - متخصص في علوم المعلومات والمكتبات مهتم بالذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية، معلم لمقرر مهارات البحث ومصادر المعلومات

تواصل
1
تواصل من خلال الواتس اب.
Scan the code
مرحباً ،

هذه رسالة تلقائية تفيد بوصول رسالتك.

سيتم الرد عليك فور مشاهدة الرسالة.